ـ كتب: محمود الحاج 
 
صوت الدان القادم من لحج كلون غنائي مطول حزين وعبر الحادي الذي يقود أكثر من جمل يحملون إما حطبا أو زرعا محصود الثمرة (قصب) يباع لمنتظريه يسبق المسافة نظرا لقوة وطول مساحة صوت المغني الحادي.. 
حادي العيس _أي الجمال_ الذي يتقدم أو يتوسط قافلته يتغنى دائما بالدان اللحجي الحزين وبما يحفظه 
من أشعار الدان المطول المؤثر على سامعيه..
وفي منتصف الليل تطل القافلة من الخبت وتحط رحالها في ميدان السيلة في الشيخ عثمان. 
سمعته مرارا.. لكن ذات ليلة أشجاني صوت الحادي كثيرا وتغلغل إلى عمق وجداني المضطرب وأنا والليل
والفضاء والنجوم فكتبت قصيدة كانت إحدى قصائد البدايات التي نشرتها لي صحيفة (الأيام) الغراء والتي
حظيت منها بالتشجيع الذي كانت تمنحه للناشئين أمثالي
حتى أطل الاستقلال الذي خرب الإبداع بالتسيس.!.
ولأن كثيرا من قصائدي في مرحلة المراهقة الشعرية
قد فقدتها( ) سأكتفي بما في الذاكرة من قصيدتي
عن حادي العيس بالأبيات التالية :
 
يا حادي العيس قد هيجت أشجاني
وصوتك العذب أذكى نار وجداني
سرى يلامس أوتار الفؤاد كما
قيثارة داعبتها كف فنان
واستيقظ القلب للصوت الرخيم وقد
أمسى صريعا وفي هم وأحزان
وراعني منظر للعيس خاشعة
للصوت صاغية تخطو بتحنان
ماذا تعاني وهل شكواك من تعب
أم من حبيب سقاك كؤوس هجران
بحر هذه الأبيات هو بحر البسيط( مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلان) ونفس تفعيلة شعر الدان اللحجي مثل قول شاعر الذأغنية اللحجية الجديدة الأستاذ عبدالله هادي سبيت لمقدمة برنامج إذاعي عن القمندان أعده الأستاذ عمر الجاوي لإذاعة عدن في السبعينيات : 
يا دار ماحنا حجار ما ينتسي فعل الاخيار
والكل يجني ثمار من روض فن القمندار
مستفعلن فاعلان وكثير من فصائد شعراء الدان اللحجي جرت على نفس
البحر وتفعيلاته المموسقة وقد كتب القمندان بعض قصائده بالفصحى على نفس بحر البسيط مثل أغنية:
إذا رأيت على شمسان في عدنِ
تاجا من المزن يروي المحل في تبنِ 
 

 

حول الموقع

البيت اليمني للموسيقى والفنون منظمة مجتمع مدني تُعنى بالموسيقى والفنون.