ـ كتب: أمين درهم
 
أصدقائي الأكارم أسعد الله أوقاتكم ..اليوم رحلتنا الفنية ستكون بضيافة الفنان الكبير عبدالقادر بامخرمة..الفنان الذي اشتهر بأعماله الغنائية في جمهورية جيبوتي الشقيقة وفي شرق أفريقيا ..فنان غزير الإنتاج نشر الأغنية اليمنية بكلماتها الجميلة وألحانها الطربية والكلاسيكية البديعة.. استعرض معكم أعزائي  بعض من سيرته الفنية الحافلة بالعطاء.. ويعتبر بامخرمة من فناني الزمن الجميل..
أشكر كل المتابعين على مرورهم الكريم على منشوراتي .. وأسعد بصحبتهم.. ومازالت الذاكرة حافلة بالكثير من الشخصيات الإبداعية..
الفنان عبدالقادر بامخرمة.. آخر فناني الزمن الجميل
اغترب والدي الحاج المرحوم درهم محمد العريقي ومعه أخي عبدالرب درهم في جمهورية جيبوتي الشقيقة، وكانا من أبرز المعجبين بغناء الفنان عبدالقادر عبدالرحيم بامخرمة، وتربطهما علاقات صداقة معه؛ وكانا يحدثانني عن هذا الفنان الذي أجاد معظم ألوان الغناء اليمني، وأصبح نجماً مشهوراً في جيبوتي، كما أجاد تقديم الأغنية الهندية، ويصفه الفنّان الأستاذ محمد مرشد ناجي في كتابه الشهير (الغناء اليمني القديم ومشاهيره) بأن «الفنان الشيخ عبدالقادر عبدالرحيم بامخرمة آخر فنانٍ من مشايخ الفن اليمني القديم الذي وافاه الأجل في مدينة جيبوتي، وبامخرمة كان آخر العمالقة وبـموته طويت آخر صفحة من فناني الزمن الجميل»؛ فقد عاصر جيل الأستاذة الكبار الشيوخ كمحمد جمعة خان، وصالح سعيد باعيسى، وأحمد عبيد قعطبي، وفضل محمد اللَّحجي، وعوض عبدالله المسلمي.. وغيرهم من المبدعين، وتتلمذ على يد شيخ مشايخ طرق الغناء اليمني الشيخ صالح عبدالله العنتري، وعلى يد الشيخ الفنان إبراهيم سعيد سالم – مُطرب جيبوتي الأول يومها.  
ولد الفنّان عبدالقادر بامخرمة عام 1926م، وقضى أكثر من نصف قرنٍ من عمره ناقلاً أميناً للأغنية اليمنية، وخاصةً منها الأغنية الصنعانية واليافعية، وقليلاً من الأغنية اللَّحجية قبل أن يشرع في خوض غمار الأغنية الهندية التّي حقّق من خلالها نجاحاً كبيراً واكتسب قاعدةً شعبيةً عريضة في المنطقة، فعرفته جيبوتي وعدن والقرن الإفريقي وسواحله جيداً حيث حاز شهرةً واسعةً، وحظيَّ بشعبيةٍ جارفة اكتسحت وغطّت على كثير من مشاهير الفنانين؛ ولم يكن من أوائل فناني جيبوتي والقرن الإفريقي؛ لكنّه أصبح بعد ذلك الفنّان الأوّل، وقد سبقه العديد من الفنانين في مدينة (جيبوتي) كالفنّان الشيخ إبراهيم سعيد سالم، والشيخ علي سعيد الأعمى.. غنّى الأغنية الهندية التّي أبدع في أداءها، وحقّق منها شهرةً واسعة وشعبيةً كبيرة في وسط الجمهور الفنّي، وتحديداً أغاني أستاذه العنتري، الذي كان قد سبقه في هذا المضمار من الألحان (الهندو – يـمانية) والفنّان القدير الأستاذ محمد جمعة خان.
سجّل الفنان عبدالقادر بامخرمة عدداً من أغانيه بعد افتتاح (إذاعة عدن) بين العامي 1954م و1956م، ثم سجّل جميع أغانيه لإذاعة جيبوتي عند افتتاحها عام 1957م والأعوام التي تلتها، وفي نهاية سبعينيات وبداية ثـمانينيات القرن الماضي سجّل بعض الأغاني لإذاعة صنعاء، ومن روائعه الخالدة التي لا تُنسى في كلاسيكيات الغناء اليمني: (أشرف عليّ كالقمر)، و(بالله يا غصن من ذهب)، و(يا من عليّ بالتجافي أطال)، و(رضاك خيرٌ من الدنيا)، و(ما وقفتك)، (الشوق أعياني)، و(يا حمامي أمانه ما دهاك)، و(نسيم بلّغ)، و(أشكو من البين)، و(لمه لمه يا مني قلبي)، و(قد كنت قبل اليوم)، و(وا مغرّد بوادي الدُّور)، و(يا هلال الفلك)، و(الله يعلم مال قلبي)، و(يا من هواك)، و(الرشا المعسول)... وغيرها من الأغاني التي فاقت كلّ الروائع التي خلّدها المرحوم بامخرمة بصوته وأدائه الجميل.
مات الفنان عبدالقادر عبدالرحيم بامخرمة عام 2007م بـمدينة (جيبوتي) أرض المهجر التي أحبها وغنَّى فيها أجمل أغانيه، ويظلّ هو مطرب الأغنية الصنعانية واليافعية واللحجية والهندية في هذه البلاد، كما كان الشيخ علي أبوبكر باشراحيل معلّم الغناء الصنعاني واليافعي الأوّل في عدن. 
 

حول الموقع

البيت اليمني للموسيقى والفنون منظمة مجتمع مدني تُعنى بالموسيقى والفنون.