ـ كتب: محمود الحاج 
 
نجمان بارزان لمعا في سماء الفن والرياضة خارج الوطن
جاءتهما الفرصة الأخيرة على طبق من ذهب فرفضاها..
أما الأول فهو الموسيقار أحمد قاسم الذي توفي اثر حادث مروري في طريق ذمار صنعاء في أول أبريل 93م، إذ كان قادما من عدن بعد استقراره.. في صنعاء بالتأكيد كانت وفاته خسارة فادحة منيت بها مسيرة الغناء والموسيقى ، إذ لم يكن أحمد قاسم سوى ذلكم المطرب الملحن الذي اخصب حقل الغناء بألحانه وموسيقاه المتميزة عن سواه كونه أول يمني يكمل دراسته الموسيقية في معهد الموسيقى العربية بمصر اثمرت خصوبة ألحان وتميز موسيقي ومهارة عالية في العزف على العود، وله فضل على بعض المغنين من الشباب يتقدمهم الموسيقار أحمد فتحي الذي ما انفك يتحدث عن دور أستاذه الأول أحمد قاسم عندما اكتشفه في الحديدة واستمع إلى عزفه على العود بتمكن وهو في سن الثانية عشرة فشجعه على اللحاق به إلى عدن ليقدمه لجمهور الحفلات ويلحن له، وهو ما حدث واستقبله في بيته مع أولاده وغير اسمه من أحمد فتاح إلى أحمد فتحي وقدمه للجمهور باسم الطفل المعجزة
ووضع له لحنا لأغنية دخلت جنة رضاك.. واطلق عليه
( الطفل المعجزة) هكذا كتب في( البروشر) ..لقد أحس الجمهور بقيمة فن أحمد قاسم أكثر بعد رحيله والاستماع إلى أغانيه بتمعن وانصاف بعد أن ظل البعض يعتبر ألحانه مصرية مع أنه لا ضير ولا عيب في ذلك بل على العكس من ذلك إذ تعتبر أغاني عربية مما يزيد من قيمتها مع أن له أغنيات عديدة محلية الألحان والايقاع.. 
حظي أحمد قاسم برعاية حكومية في الجنوب وحصل على فرص لم ينلها سواه
لعل آخرها عندما وجه الرئيس علي ناصر بسفره إلى لندن
وعندما اندلعت أحداث 13يناير 86 في عدن كان أحمد قاسم ما يزال في لندن وبعد أن وضعت الحرب أوزارها ورحيل علي ناصر وانصاره إلى صنعاء احتار أحمد قاسم إلى أين يذهب لكنه اختا ر القاهرة واستقربها لبضعة أشهر وما لبث أن توجه إلى صنعاء مضيعا أجمل وأثمن فرصة جاءته
ماهي وما تفاصيلها?
عندما التقيت الفنان أبوبكر سالم في صيف 87 في الامارات وكنت ضيفا على صديق العمر الجميل أحمد فتحي في الشارقة
دعيت للمشاركة في أمسية شعرية في دبي ونشرت الصحف خبر الأمسية واسمي وآخرين.. كان أبوبكر في أبوظبي
قرأ الخبر فعرف بوجودي واتصل بالأخ أحمد وسأله عني فأكد له وجودي وكلمني قائلا: قرأت أن أمسيتك الليلة فما رأيك تجي عندي أبوظبي حاولت التملص فأصر وقال سيمر عليك بكرة الأخ عيسى الجابر ويأخذك معه. .وافقت فالتقينا وتحدثنا كثيرا ثم سألني عن أحمد قاسم فقلت موجود في صنعاء وقد سجلت معه لقاء تلفزيونيا أهم ما قال فيه إنه سيمثل فيلم أنا مع الحياة وسيلحن لوردة الجزائرية
ضحك أبوبكر وقال وهوه في اليمن ولا با يسوي حاجة
هل تعرف اننا استضفته في بيتي في القاهرة، وقلت له فرصة تلتقي بزملاء دراستك في مصر فمن تحب يحضر للعشاء واللقاء فقال أول واحد بليغ حمدي زميلي في المعهد قال فدعوته إلى جانب موسيقيين مشهورين وكان بليغ أكثر تجاوبا عندما ذكرت له أحمد قاسم.
المهم حضروا وكانت أمسية جميلة وغنى أحمد قاسم وعزف
بتفاعل مما اعجب بليغ والحاضرين. .وفي النهاية قال بليغ
لأحمد ( أنت عايز ترجع اليمن والحرب ليه اقعد هنا وأنا اجيب لك فنانين مصريين وعرب تلحن لهم وأضمن لك شقة وعربية
وجمهور وشهرة واسعة)
قال أبوبكر وافق أحمد قاسم وتواعد مع بليغ للقاءات قادمة
لكنه غادرني وأنا نائم وتوجه إلى صنعاء واضاع فرصة لا تعوض ويحسده عليها أكثر من فنان مصري
الحلقة القادمة الكابتن علي محسن.(.!!
 

حول الموقع

البيت اليمني للموسيقى والفنون منظمة مجتمع مدني تُعنى بالموسيقى والفنون.