ـ كتب: أ/ عبدالقادر أحمد قايد 
 
من مواليد مدينة الشيخ عثمان ـ محافظة عدن ـ نشأ وترعرع في بيئة فنية عريقة ، فقد كان والده أحمد قاسم مطرباً ذائع الصيت، ويعد من أساطين الطرب في زمانه لإجادته كافة الألوان الغنائية اليمنية القديمة وكان أخوه محفوظ أحمد قاسم أيضاً من أبرز ضاربي الإيقاع في عدن. 
كان الفتى أنور ملازماً لوالده مواظباً على حضور مجالس القات وحفلات الأعراس فكان ذلك عاملاً مساعداً وفرصة سانحة أتاحت له التعرف على طرق وأساليب الغناء اليمني القديم والارتواء بالنغم الشعبي الأصيل وتعلُّم العزف على آلة العود ، وبعد مرور فترة قصيرة أصبح أنور أحمد قاسم من أبرز العازفين على آلة العود القديمة والحديثة وحافظاً لتراثنا اليمني بكل ألوانه كما كان حافظاً لعدد كبير من الأغاني المصرية والهندية. 
تأثر كثيراً بالفنان أحمد عبيد قعطبي في أسلوب العزف والأداء ، وكان إلى جانب إجادته العزف على آلة العود يجيد العزف على آلة السمسمية والكمان، حيث كان أحد أعضاء الفرقة الموسيقية الحديثة آنذاك. 
قدم الفنان أنور أحمد قاسم والدكتور / محمد عبده غانم عندما كان يعد أطروحته لرسالة الدكتوراه في الغناء الصنعاني (نماذج من الأغاني الصنعانية) في حلقات تلفزيونية سجلت على أشرطة أفلام سينمائية، وهي لا تزال محفوظة في أرشيف تلفزيون بلادنا، وتُعـد مرجعاً مهماً لكل باحث ومهتم بأغاني التراث. 
له الفضل الأول في تشجيع وظهور الفنان أبو بكر سالم بلفقيه إلى الجمهور حيث كان يقوم بالعزف له على آلة العود. 
توفي الفنان أنور أحمد قاسم عن عمر ناهز الخمسين عاماً تقريباً في حادث غرق وهو في قمـة الشـهـرة والعطاء الفني.
 
وفي أوائل عام 1970م تأسست في وزارة الثقافة قسم ((الموسيقى والفنون الشعبية)) أول فرقة موسيقية غنائية لإحياء الآلات اليمنية القديمة والغناء اليمني الشعبي وقد تكونت هذه الفرقة على النحو التالي: 
الأستاذ/ الفنان جميل عثمان غانم .. قائداً و مشرفاً على الفرقة.
1. أنور أحمد قاسم .. مغنياً وعازفاً على آلة العود الصنعاني أو (القنبوس). 
2. محمد عبد الله الخزقة .. عازفاً على آلة السمسمية. 
3. ناصر جعبل .. عازفاً على آلة المزمار. 
4. فريد كُوَرْ .. ضارباً بالصحن الصنعاني.
5. رشاد حسن .. عازفاً بالربابة الشعبية. 
6. جعفر بهري .. ضارباً بالمقارع. 
7. عبد الكريم عبيد قعطبي .. ضارباً بالدربوجة وهو شقيق الفنان أحمد عبيد قعطبي. 
8. أنيس تبات .. ضارباً بالمرواس. 
انضم إلى هذه الفرقة بعد ذلك: 
1. الفنان عبده عُكَيْمهْ .. عازفاً على الناي.
2. محمد صالح عزاني .. مغنياً. 
3. طه فارع .. مغنياً. 
مارست هذه الفرقة نشاطها على مستوى الإذاعة والتلفزيون وقدمت العديد من الأغاني التراثية مثل سرى الليل وا نايم ، خطر غصن القنا، قال بو زيد، يا نسيم الصَّبا وبعض الأغاني الأخرى. 
وبالرغم من اهتمام الأستاذ الجليل والمربي القدير الفنان جميل عثمان غانم وبذله الجهود الشخصية الكبيرة والمضنية من أجل جمع هؤلاء الفنانين المخضرمين من كافة مدن ومديريات محافظة عدن لتشكيل هذه الفرقة بهدف الحفاظ على الموروث الغنائي الشعبي وآلاته الشعبية القديمة إلا أن نشاط هذه الفرقة لم يدم طويلاً فسرعان ما تفرق أفرادها لأسباب عديدة لعل أهمها عدم وجود ميزانية ثابتة في ذلك الوقت لتحويل أو توظيف أعضائها فقد كانت الوزارة حديثة العهد وبعض قطاعاتها حديثة التكوين، نأمل من وزارة الثقافة ومن قادة الفرق الموسيقية في بلادنا العمل على إحياء هذه الآلات التراثية وإنشاء ورش متخصصة مهمتها صناعة هذه الآلات وصيانة ما تبقى منها وتدريب بعض الشبان الدارسين في معهد جميل غانم للفنون الجميلة بعدن للقيام بهذا العمل الحيوي الهام.
شعر/ عبدالله الناخبي يا نسيم الصّبا 
اللحن/ من التراث اليافعي القديم
يا نسيم الصبا
سلم على باهي الخد 
نبهه من منامه
قل له اني على 
عهده بحبه مقيد 
قد سباني غرامه
وترك مدمعي مسفوك 
جاري على الخد 
مثل فيض الغمامه
مالنا ذنب والله
عالم الغيب يشهد 
ان هجري ظلامه
راقب الله بي
إنك بظلمي مقلد 
ما تحب العدامه
وانت يا مرسلي
بالله عليك لا تردد 
اقصده لآ مقامه
وانت يا عاذلي
مالي ولك ليش تحسد 
خلي عنك النمامه
جدد الوصل
واشواق المعنى تجدد 
ما قضى له مرامه
إن يوم الجفا
يا فاتني ليس لحد مثل يوم القيامه
من رأى غرته 
كبّر وهلل وشهد 
بدر ليل التمامه
خير لي نظرة الخد
المليح المورّد 
من ولآية تهامه
ما تقول انت يامن
في كلآمه مزيّد 
شي علي ملآمه
والصلآة والسلآم تغشى 
حبيبي محمد ذخرنا في القيامه
التدوين الموسيقي لكاتب هذا المقال
 

 

حول الموقع

البيت اليمني للموسيقى والفنون منظمة مجتمع مدني تُعنى بالموسيقى والفنون.