ذات أغنية:

كتب/ بلقيس محمد علوان 

من بين العشرات من قصص الاغتراب تطفو قصة واحدة تمر بسلام،لكن الكثير والكثير تمر كمشرط جراح في جسد لم يخضع للتخدير بل أشد ايلاما.
تحكي لنا رائعة سلطان الصريمي التي غناها عبد الباسط عبسي بصوته الشجن واحدة من تلك القصص المؤلمة حد التطهير..المشبعة بالمعاناة التي يضع الموت حدا لها.
والاستماع للمغناة يثير فينا مشاعر التوحد والمشاركة التي تحولنا إلی شهود عيان لتفاصيل القصة، وتستدعي معها كل التجارب الشخصية المؤلمة، لنصبح نحن جزءا من تلك المعاناة وأبطالا أو ضحايا لقصص مماثلة أو مشابهة، يسرد الصريمي في قصيدته المغناة مشاهد درامية لتفاصيل معاناة واحدة من آلاف النساء في كل تفاصيلنا الجغرافية علی اتساع اليمن.
ومشاهد القصيدة المأساة تبدأ والزوجة تخاطب أم زوجها في مشاهد متتالية تحكي تفاصيل مكابدتها وصراعها مع الواقع المرير لتنتهي بمشهد تخاطب فيه ولدها وثمرة زواجها الذي دام أسبوعا واحدا وهي علی فراش الموت وأحيلكم إلی كلمات القصيدة القصة التي أضاف لها عبد الباسط عبسي بعدا آخر بصوته وأدائةالذي بدأه بالمولالة التعزيةالمعروفة:
وا عمتي منه شيقول لمسعود في عامنا الأول رزقنا مولود
مسعود هجر وخلف المتاعب والبعد طال وزادت المصاعب
من قلة المصروف وكثرة الدين بكر مسافر فجر يوم الاثنين.
وقت الوداع سلم وقال مودع لا تحزني شاشقي سنة وشارجع.
شافارقك بعد الزواج بأسبوع العين تدمع والفؤاد موجوع.
شاتذكر الحنا وحمرة الخد شاتذكر الزفة واليد باليد.
واليوم لا مكتوب ولا صدارة وعود خلي كلها خسارة.
مرت سنين والقلب مسكن الدود ما حد درا أين الحبيب موجود.
وا عمتي كيف البصر لحالي ضاع الشباب وطالت الليالي.
قوتي القليل من الشقا مع الناس البأس أكل وجهي وشيب الرأس
وا عمتي إبني هلك من الجوع الحب زلج وأني مريض مفجوع
رك النظر وجرحوا السواعد وكم شيكون صبري وكم شاجاهد
مقدرش عاد أشقی ولا أقدر أسأب ولا أقدر أتمهر ولا اطحن الحب
شهرين مريض ما حد ظهر يراني الله يسامح الذي بلاني.
حرقتني لا تبكي يا محمد الموت أفضل للفقير وأسعد
أبوك نسی الحنا وحمرة الخد وأني الوفا لحدي والموت يشهد.
وصيتي يا ابني تكون شهادة بأن أبوك أحرمني السعادة.
لكن مسامح قد يكون معذور وربما هو الأخير مقبور.

حول الموقع

البيت اليمني للموسيقى والفنون منظمة مجتمع مدني تُعنى بالموسيقى والفنون.