ـ كتب: أمين درهم 

 
بمناسبة مرور الذكرى الأربعين على وفاة صاحب الصوت المخملي الفنان أحمد عبيد قعطبي يسرني أن استعرض معكم بعض من ملامح حياته وأعماله الغنائية الخالدة التي من أبرزها: 
(يا لاقي الضائعة)، (وانسيم الصباح)، ( يا أعز الناس عندي)، (رسولي قوم بلغ لي إشارة)، وأغنية (رضاك عندي)، و(من سب أهيف مبرقع والعبيد اثنين)، و(أغنية وا معلق بحبل الحب).. وغيرهن من الأغاني الخالدة والتي لا تنتسب إليه من فناني هذه الأيام جهلا بتاريخ الأغنية اليمنية. 
لا أعتقد أن هناك من لم يسمع هذه الأغاني لكن هناك الكثير من لا يعرفون صاحب هذه الأغاني.. إنه الفنان اليمني الخالد في الذاكرة الطربية للأغنية اليمنية الفنان أحمد عبيد قعطبي.. من مطربي الزمن الجميل والأصيل ويعتبر من أبرز فناني النصف الأول من القرن العشرين.. اشتهر فنياً في المدينة الساحرة عدن ..
أحتفظ بجميع أغانيه وأسمعها دوماً وبهذه المناسبة الطيبة دخولنا العام 2020 يسعدني أن أستعرض بعض من سيرة حياته وأسماء أغانيه التي عندما تسمعها كأنك تسمعها لأول مرة..
يعرّف الدكتور محمد عبده غانم الأغنية الصنعانية في كتابه (شعر الغناء الصنعاني) فيقول هي الفنان أحمد عبيد قعطبي وهي شهادة من مؤرخ كبير كالدكتور غانم.
مقتطفات من سيرة حياته:
ولد الفنان أحمد عبيد قعطبي بمدينة عدن من أسرة فنية وتلقى أصول الغناء من والده الحاج عبيد علي بلابل الذي حفظ الغناء من الشيخ محمد ظافر كما قال الشاعر الأديب علي بن علي صبره . والشيخ ظافر من مطربي صنعاء الذي تعلم على يديه أيضا الشاعر المغني أحمد عبدالله السالمي وقد مكث الشيخ محمد ظافر في ( قعطبه ) فترة ليست بالقصيرة هربا من سوء أحوال الغناء في صنعاء قبل ذهابه إلى الحبشة وخلال فترة بقائه في ( قعطبه ) أخذ منه الحاج عبيد بلابل ما أخذ من أساليب الغناء اليمني وحفظ من القصائد ما حفظ . وقد روى عبدالله عبيد قعطبي للشاعر الشعبي أحمد بو مهدي الذيكان رفيق شقيقه أحمد عبيد في الاحتراف الغنائي كعازف على الدف إن أخاه أحمد عبيد كان أميا وقد حاول أبوه في صغره أن يدخله ( الكتّاب ) لتعلم القراءة والكتابة ولكنه لم يفلح بسبب قسوة ( الفقيه ) واستمر الحاج عبيد يحاول ويحاول مع ابنه ومع ( الفقيه ) ولكن دون جدوى وقد لاحظ الحاج عبيد على ولده اهتمامه البالغ في الغناء وكان سنه آنذاك قد جاوز الثانية عشرة واستقر رأي الوالد على تعليم ولده أحمد العزف على العود وفي فترة قصيرة تمكن من العزف وبرع فيه وشيئا فشيئا تمكن أيضا من حفظ الألحان القديمة والقصائد ويقول الشاعر أبو مهدي إن بداية خروج المطرب أحمد عبيد قعطبي إلى الناس كان عازفا على العود للمطربين أحمد عوض الجراش وعوض عبدالله المسلمي .والجدير بالتسجيل هنا أن المطرب أحمد عبيد قعطبي عند ظهوره على المسرح الغنائي كمطرب محترف لفت انتباه الناس جميعا وتقدم على أقرانه من معاصريه في الحفلات الكبيرة ( المخادر ) كان صوته واضحا وجميلا وعزفه وأداؤه في منتهى الاتقان والاجادة والمطرب أحمد عبيد القعطبي في كل ذلك كان متأثرا بالشيخ صالح العنتري وإن ما يميز القعطبي أنه كان منظما في ايقاعاته لوجود الانسجام التام بينه وبين شقيقيه عبدالله وعبدالكريم وكان صوته قويا وأكثر صفاء وكان إلى جانب ذلك أكثر إجادة وتنظيما من أسلافه كالعنتري و يوسف عبدالغني و حامد عوض القاضي وكذلك على معاصريه في الألحان الهندية حيث كان مواكبا لأغاني الأفلام الهندية الرائجة والمعروضة بصورة مكثفة في دور السينما وقتئذ وكان يقدمها للناس في حينها على قصائد عربية جميلة فتلقى رواجا واعجابا .الأمر الذي جعله يتمتع بشعبية كبيرة من كافة الفئات في عدن وكان الناس إذا سمعوا بوجوده في ( مبرز ) أو حفلة زواج هرعوا مبكرين ليكونوا على مقربة منه .وفي رواية من شقيقه عبدالله للشاعر أبو مهدي ( مجلة الفنون ) أن الشاعر الأستاذ عبد المجيد الأصنج الذي لم يطبع له ديوان .
كتب الاصنج قصيدة اعجاب بفنه وقدمها له في إحدى حفلات الزواج في مدينة الشيخ عثمان جاء فيها :
لقد سمعنا كما اردتم
 فهل سكرتم كما سكرنا
وما ملكنا كما ملكتم
 يا ابلغ المطربين لحنا
رفقا بقلبي اذا قرعتم 
على ( الرخيم ) الذي الفنا
لأن لي فيه لو علمتم
 وحيا يزيد الأديب ذهنا
اشتد عليه المرض واقعده في منزله سنينا إلى أن توفي وهو في ريعان الشباب في عام 1969م
رحم الله فناننا العزيز أحمد عبيد قعطبي
 

حول الموقع

البيت اليمني للموسيقى والفنون منظمة مجتمع مدني تُعنى بالموسيقى والفنون.