ـ كتب : محمد سلطان اليوسفي 

 

على إيقاع أغنية "أسيل الخدود" كُتبتْ أحرف هذا المقال ، في ذكرى رحيل الفنان الكبير فيصل علوي  ، والتي تصادف السابع من فبراير من كل عام   ..  
فيصل علوي صوت ينساب عذوبة من رياض الحسيني الغناء ، ومن دلتا تبن ، محملا بشذى الفل ، والورد والكاذي والعنبرود ، فنان يريك " في الحسيني جنائن والرمادة زراعة " ، وفي السمر " ساعة هنية " تذكرك بـ " أسيل الخدود " و" غزلان في الوادي " .. 
يذيبُكَ بصوته واحساسه " حتى ولو قلبك كما الصخر جلمود " . 
في ذكرى رحيل الفنان الكبير فيصل علوي ، لن نتحدث عن تجربته الفنية الطويلة ، وتميزه وتفرده ، ومشواره الفني الحافل بالتألق .. 
بل سنتوقف عند واحدة من روائعه الغنائية ، وهي أغنية "أسيل الخدود " ، واحدة من أبدع وأروع الأغاني التي تفرد الفنان فيصل علوي في أدائها ، و من أشهر قصائد الأمير أحمد فضل القمندان ، 
وفي القصائد الغنائية القمندانية جمال فني فريد ، 
سواء فيما يتعلق بالشكل الشعري أو المضمون ، قصيدة "أسيل الخدود" ـ مثلا ـ  وما فيها من  إدهاش وإمتاع  للقارئ المتذوق .
إذ أن هناك  ترابط وثيق ومدهش بين صدر البيت وعجزه : 
"أسيل الخدود
رخصة نبا نجنى من الكرم عنقود
ومن عنبرود
أول جنى بندر دواء كل مارود"
نسيم البرود
نسنس على الروضة وقع يوم مشهود
وعاد النهود
في صدر ميداني سلا كل مكبود
 
في كل بيت من أبيات هذه القصيدة نجد أن عجز البيت الشعري يفسر صدرها ويوضحه ، في تناسق محكم ، وبانسياب مترابط  ،  فكم هو جميل هذا الترابط  والتناسق، وهذه العلاقة  التفسيرية  التي تشد القارئ    .
 والترابط هنا ليس فقط فيما يتعلق بالشكل الشعري ، ولكن ثمة ترابط أيضا  ومزج واضح لجمال الطبيعة والجمال البشري  ، حيث ربط الشاعر بين جمال الطبيعة الساحرة وبين جمال الإنسان الفاتن :
"شراب الهنود
حالي ملا كاسك مع طلح منضود
يموت الحسود
يا فل نيساني ويا سدر مخضود"
ناهيك عن الايقاع  الغنائي الراقص ، والتناغم الموسيقي ، وصوت الفنان الكبير فيصل علوي الذي أضفى على القصيدة مزيدا من الجمال  ، وجعلها أغنية شهيرة ترددها ألسنة الكثير من الناس الفنانين  في كل ربوع الوطن .
الرحمة والخلود للفنان الكبير فيصل علوي
 

حول الموقع

البيت اليمني للموسيقى والفنون منظمة مجتمع مدني تُعنى بالموسيقى والفنون.