ـ كتب: محمود الحاج 
 
تركنا فندق مارب بعد أن أودعنا حقائبنا وأشياءنا الخاصة بعهدة الفندق ومضينا والنعاس يكاد يفرشنا أرضا فأبوبكر يعشق الليل والسهر والصحو متأخرا ما بعد الظهر هذا نظامه في مصر وأنا أقل سهرا منه ..جاء المتعهد وأخذنا إلى مكتب في أسفل شارع جمال ريثما يجد سكنا مؤقتا لمدة ساعات نرتاح فيها حتى يأتينا خبر مغادرة الشيخ زايد لتعز.. لم يستطع أبوبكر مغالبة النوم فوضع رأسه على المكتب وواصلت أنا صحوي وملاطفة بعض المعجبين الذين ما إن سمعوا بوجود أبوبكر حتى هرعوا للتصوير معه وحين رأوه نائما وهو جالس على المكتب اقتنعوا فغادروا بأمل العودة...عاد المتعهد ليشعرنا بعثوره على شقة نرتاح فيها بعض الوقت فانتقلنا ..تعجبت من صبر أبوبكر على ذاك العناء.. قلت له شوف كيف اتعبنا الشيخ زايد فقال التعب من أجل أبو خليفة راحة ..تعجبت من رده وعلمت فيما بعد أن الشيخ خليفة بن زايد اشترى لبلفقيه شقة فوق شقته بالزمالك بعد أن غنى أبو بكر في حفل زواجه التاريخي في أبوظبي.
جاءنا متعهد الحفلات قائلا هيا بنا للعودة للفندق فقد غادر الشيخ زايد.. عدنا أدراجنا لنرتاح بعد الغداء فجاء وكيل محافظة تعز عبدالكريم عبدالإله وهو شخصية اجتماعية بارزة ليدعونا للمقيل عنده فلبى أبو بكر الدعوة وانتقلنا لمقيله.. كانت ثمة كوكبة من المخزنين يتصدرها الفنان أيوب طارش الذي جلس أبو بكر إلى جانبه وتعارفا لأول مرة بينما جلست أنا مقابلا لهما وابتدأنا مضغ القات.. أيوب يتناول عوده ليصدح بأغنية يا مرحبا بالضيف.. انتشى أبو بكر بفعل القات الجميل الذي يحبه فتناول عوده فغنى(بشراك هذا منار الحي ترقبه.. وهذه دور من تهوى وتعشقه) من كلمات جده ابن شهاب ولحن محمد جمعة خان فاطرب الجميع الذين سمعوها لأول مرة وعرفوا أنها تحية لتعز فطال تصفيقهم (استمعوا إليهما في الرابط ادناه):
كانت جلسة جميلة بالحاضرين ..وما أن اقتربت الساعة من السادسة حتى اشرت لصاحبي بالمغادرة لكي يعود للفندق ويتجهز لحفلة المساء الغنائية في دار السينما بصحبة الفرقة ..استأذنا من المضيف والحاضرين وغادرنا مسرورين.
في المساء وفي الحفل لم يؤثر القات على صوت أبوبكر فغنى كما لم يغن وكان الجمهور الذواق متفاعلا جدا.. تكلل الحفل بالنجاح فنيا وماديا إذ امتلأت أجنحة السينما وانتهت التذاكر ..وانتهت الزيارة لكنا على موعد صباح اليوم التالي مع جبل صبر ..صعدنا إلى قمته فكان الاندهاش والاعجاب لدى أبو أصيل وهو أمام بانوراما تطل على مدينة تعز بجمالية مدهشة...!
ودعنا تعز ومن مطارها إلى صنعاء التي كان الحفل الأخير في سينما بلقيس فيها اليوم التالي.
 
صبيحة ثاني يوم عودتنا طلبت من أبوبكر موافقته على اجراء لقاء تلفزيوني معه لبرنامجي لقاء مفتوح فوافق فورا
مررت عليه بسيارتي إلى فندق شيراتون ومن ثم إلى الاستوديو كنت على وشك البدء في التسجيل وإذا بأحد الاداريين يدخل الاستوديو ويقول لي ( يقل لك المدير لا تطولش اللقاء نص ساعة فقط لأن السماوي بيسجل معه أكثر) موقف سخيف ومعيب تعجب منه أبوبكر فقال:
ليش يعاملوك هكذا?!
قلت هذا قليل من كثير ..يالله يا صاحبي نبدأ...وكانت حلقة ممتعة أكيد شاهدها العديد ومنشورة في اليوتيوب.
في المساء كان أبو أصيل ضيف عشاء مع الأستاذ الدبلوماسي الفنان والانسان الجميل علي الخضر رحمه الله
حضرت لأسلم وأسال أبوبكر عن موعد سفره إلى مصر فقال لي صباحا .قلت سآتي إلى المطار لوداعك
فصدمني بقوله ( ما فيش داعي أنا لا أحب الوداع)
تركته وخرجت وتذكرت كلام صديق عمره أحمدناجي
( أبوبكر عاشق نذاق) !!
 

حول الموقع

البيت اليمني للموسيقى والفنون منظمة مجتمع مدني تُعنى بالموسيقى والفنون.