ـ كتب: محمود الحاج
 
ما إن أسمع أغنية من أغاني الفنان الكبير محمد سعد عبدالله حتى تجدني راحلا إلى الماضي وإلى مرحلة من عمر مضى مستذكرا ولعي وأنا طالب في مرحلة المتوسط ببدايات الصوت الجاذب (محلى السمر جنبك)، والتي سجلتْ نقطة انطلاق الموهبة الفذة بلحنها الذي يتراوح بين العدني واللحجي، وما تلاها من أغان مشابهة لا تصدر إلا منه مثل: أنا ما أطيف على الهجران ..وما با بديل .فمحمد سعد المولود في لحج والمنتقل بطفولته إلى عدن برفقة والدته وإلى الشيخ عثمان تحديدا قد مزج بألحانه هذا التعايش البيئي بين اللونين العدني واللحجي فجاءت توليفة غاية في الإبداع.
إن تجربة محمد سعد الغنائية لم تجد بعد دراسة نقدية أكاديمية تغور في ألحانه وتميزه على مدى أكثر من نصف قرن
واجه محمد سعد في بداياته كشاعر وملحن جملة انتقادات تحاملتْ عليه وانكرت شاعريته بدعوى وقوف شاعر ما خلفه ويبيع له الكلمات، وكانت آراء ظالمة ما لبثت أن هزمت وعظ أصحابها أصابع الندم عندما واصل ابن سعد إبداعه الشعري
ولم يظهر من يدعي حقا في أي نص، ومضى يغزر إنتاجه كلاما ولحنا بصوته العذب المتميز عمن سبقوه وجايلوه. 
لقد سمعت ذات مقيل أستاذي الشاعر الكبير محمد سعيد جراده يقول بعد سماعه أغنية ( ما بابديل):
إذا صح أن كلمات هذه الأغنية لمحمد سعد فهو شاعر غنائي
ممتاز خصوصا بقوله في الأغنية: 
تذكرته إذا نسنس برود 
على جسمه وحرك شرشفه
وذي اليدين ذي فيهم زنود 
يطوقني بهم لما ارشفه
أما عن التلحين فكان لا ثاني له إذ لحن صنعاني ويافعي وحضرمي إضافة إلى اللحجي والعدني. ويحتاج ذكر أسماء تلك الأغاني بكلماتها وايقاعاتها إلى وقفة أخرى إلى جانب
كون محمد سعد صاحب أول لحن موشح شبيه بالموشحات الأندلسية الشهيرة. 
( الصورة جمعتني به في آخر لقاء تلفزيوني) 
سلام على روح أبي مشتاق في ذكرى وفاته الثامنة عشرة ورحمة الله عليه وغفرانه. 
 
 

حول الموقع

البيت اليمني للموسيقى والفنون منظمة مجتمع مدني تُعنى بالموسيقى والفنون.