الرئيسية

 

ـ كتب : أ/ عبدالقادر أحمد قائد 

 

الاسم : أحمد سالم النصري ولقبه مهيد وعرف في الوسط الفني بـ أحمد سالم مهيد.

ولد الفنان أحمد سالم مهيد في عام 1935م في قرية عُبَرْ بدر م/ لحج من أسرة فلاحية فقيرة ويقال إنه انتقل في بداية حياته الفنية إلى مدينة جعار في م/ أبين وكان له اسم آخر هو أحمد العرشاني.

بداية حياته الفنية:

في بداية حياته الفنية برز عازفاً على آلة الناي(الشبابة) التي استهوته منذ صغره، فقد تأثر بصديقه عبدالله عبده الظاهري الذي كان عازفاً على هذه الآلة في الندوة اللحجية والجنوب وفرقة تبن، ثم تعلم العزف على آلة الكمان ورافق الفنان محمد علي الدباشي الذي شجعه وأتاح له المشاركة في كثير من التسجيلات والاحتفالات كما شارك الفنان فضل محمد اللحجي في كثير من المناسبات.

التحق بالندوة الموسيقية اللحجية عازفاً على آلة الكمان ثم تعلم العزف في الندوة على آلة العود إضافةً إلى إجادته العزف على كثير من الآلات الإيقاعية وارتبط بعلاقات فنية كثيرة ومنها علاقته الحميمية بالفنان سالم عبدالله المولد وآخرين، وعند عودته إلى لحج كوّن علاقات أخرى منها علاقته بالفنان العازف المعروف عبدالله عبده الظاهري الذي ارتبط به كثيراً حتى وافاه الأجل فقد كانا يعملان معاً في قصر السلطان العبدلي(قصر الشكر) بعدن من 1952ــــ1953م.

وفي عام 1962م غنى له سالم عبدالله المولّد أغنية بعنوان (ياوَلِيد الحب) وكانت أول ألحانه وسُجلت لإذاعة عدن، كما لحن لفيصل علوي أغنية(ياناسي المعروف)التي سجلت في اسطوانات وفي إذاعة عدن وغنى له محمد سالم كُرْعُمْ أغنيتين منهارجم بي للعذاب).

التحاقه بالوظيفة الحكومية:

في 22 يناير 1962م حصل مهيد على وظيفة في دلتا تبن(رئيساً للمراسلين) حيث التقى حينها بالشاعر المبدع عبدالخالق مفتاح صاحب(بالعيون السود) وقدم له العديد من الأعمال منها(ياراعيهْ في البوادي) وغيرها.

كما لحن لمحمد ناصر سالمين حينما كان مديراً للدلتا أغنية رائعة بعنوان(ليه الظلم يا ظالم بعهد الحب ليه).

تكوين فرقة تبن الموسيقية:

بعد انشقاق الندوة االلحجية كان أحمد سالم مهيد أحد المؤسسين لندوة تبن الموسيقية في حارة(وُحَيْدَهْ) في منتصف ستينيات القرن الميلادي الماضي التي ضمت العديد من الفنانين والشعراء في لحج ومنهم زميله الشاعر عوض أحمد كريشة وفيصل علوي وفضل وحسن محمد كريدي وأخواتهم فطوم وإيمان وكذا الفنان يسلم حسن صالح وعبدالله محمد حنش وعبدالله عبده الظاهري وحسين ناجي(حسيني) وصالح علاية ومحمد صالح كرعم وهادي سعد شُميلهْ ومحمد علي حمود ومحمد عبدالولي وآخرين، حيث أنتجت هذه الفرقة(تبن) العديد من الأعمال الغنائية الناجحة التي خرجت إلى الجمهور بصوت فيصل علوي الذي كان قائداً للفرقة كما أنتجت أعمالاً أخرى غناها فضل وحسن محمد كريدي وتغنت فطوم وإيمان محمد كريدي ببعض الأعمال التي كانت معظمها من كلمات عوض كريشة وألحان أحمد سالم مهيد منها ما وُثق في وسائل الإعلام ومنها مالم يُوثق ومن تلك الأعمال نتذكر: ياناسي المعروف، أنا بأ يوم باشوفك، عرفت الحب من قبلك، أنا مشتاق لك انته، ياويلك ياظالم، ياضنيني، يافاتن جمالك، ياسعيد في الحب، أنا شفته أبو السنّهْ، رجم بي للعذاب. ومعظم هذه الأعمال كانت من نصيب فيصل علوي و فضل كريدي وحسن كريدي و (مااحسن اللقاء) من كلمات عوض كريشة وغناء حسن كريدي.

ومن ألحانه أيضاً (ياجاني الفل) من كلمات عوض كريشة وغناء حسن كريدي.

(أنا بااصبر على كذبك) من كلمات عوض كريشة وغناء فيصل علوي.

(غيرت رأيي من صحيح) من كلمات عوض كريشة وغناء فيصل علوي.

(بالله ليه تعجل) من كلمات عوض كريشة وغناء فيصل علوي.

(كرهتك خلاص) الشاعر مجهول غناء أحمد مهدي مفتاح.

(آه ياقلبي) من كلمات أمين مقبل حُمَادي وغناء حسن كريدي.

 

علاقته الفنية بالفنان سالم عبدالله المولَّد..

كوّن الفنان أحمد سالم مهيد علاقات حميمية مع كثير من الفنانين منهم صديقه الفنان سالم عبدالله المولّد الذي ولد في 2 يناير1936م وبدأ مشواره الفني في عام 1959م. سالم عبدالله المولّد

عمل الفنان سالم عبدالله المولّد في بداية حياته خياطاً وتنقل بين لحج وأبين والتقى العديد من فرسان الأغنية اللحجية وفي مقدمتهم الفنان فضل محمد اللحجي وأحمد سالم مهيد الذي غنى له أغنية ياوَليد في الحب وهي أول لحن لمهيد، كما غنى من ألحان فضل محمد اللحجي و محمد سعد الصنعاني وصلاح ناصر كرد ثم لحن لنفسه وتفرد في تلحين الأغاني الموضوعية الخاصة بالزراعة والسيل والمطر وأغاني الأفراح والمناسبات الوطنية والدينية وكثير من هذه الأعمال سجلها في وسائل الإعلام، كما أعاد توثيق بعض الأغاني التراثية اللحجية بألحانها الأصيلة.

التحق الفنان المولّد للعمل في مكتب الثقافة م/ لحج وقدم العديد من الأعمال وشارك في كثير من الفعاليات الوطنية، وبطلب منه انتقل بعد ذلك إلى مكتب الثقافة م/عدن وسكن في مدينة دار سعد التي احتضنت الكثير من الفنانين والمبدعين في كثير من المجالات الفنية..ثم استأنف نشاطه الفني الملحوظ والذي برز من خلال مشاركته الفاعلة في كثير من الاحتفالات الرسمية والشعبية وتسجيل العديد من أعماله الجديدة بمصاحبة الفرقة الموسيقية التابعة لإدارة الثقافة بعدن التي كان قائدها المايسترو عبدالقادر أحمد قائد.

 

تأسيس فرقة إدارة الثقافة الموسيقية م/ لحج:

ساهم الفنان أحمد سالم مهيد في تكوين وتأسيس فرقة إدارة الثقافة الموسيقية م/ لحج في عام 1978م وكان من العناصر البارزة والأولى في هذا التكوين الفني الموسيقي وكان الفنان بشير ناصر بلال قائداً للفرقة التي أنتجت العديد من الروائع اللحنية لمهيد منها(مااختلفنا ياحبيبي) وهي من كلماته مشاركة مع الفنان عبدالله محمد حنش الذي كان مشرفاً للفنون حينها، ومن كلمات محمد حسن أفندي لحن مهيد أغنية(حوشت به كيف قل به) كما لحن من كلمات محمد ناصر العاقل أغنية(مثلك وانته مكانك) و(حجتك عند نفسك) وقدم لعيد الاستقلال أغنية من كلمات أحمد صالح عيسى غناها صالح التوم وآخرون وهي(يايوم بالدم جبناه).

كما قدمت العديد من ألحانه بأصوات الشبان الذين شجعهم مهيد آنذاك نذكر منهم صالح التوم، حسن خميرة، محمد علي حمود، بشير ناصر بلال، أحمد فضل ناصر وآخرين، ولازالت هذه الأسماء تحفظ العديد من ألحانه التي لم تر النور بعد. ومن الوجوه الناجحة التي شجعها مهيد حينها أحمد مهدي مفتاح، كما ارتبط بعلاقات فنية مع عبد سالم سيلان ومحمد سالم سيلان.

في تلك الفترة ظهر الفنان مهدي صالح حمدون(شقيق الفنان محمد صالح حمدون) والفنان زين محمد أحمد الراجل وهما من مدينة الوهط وظهر الفنان علي محمد سعيد العاقل في لحج الذي اشتهر في بداية الأمر بتقليد الفنان فضل محمد اللحجي ثم تعامل بعد ذلك مع بعض الشعراء وغنى من ألحانه وبنى لنفسه شخصية فنية مستقلة.

ارتبط مهيد بكثير من الناس البسطاء وشجعهم على حب الفن منهم ثابت عبدالله صالح وإخوانه وكذا العديد من أبناء الحي الخامس الذين احتضنهم ورعاهم وبادلهم كل الحب والاحترام فردوا له الجميل برعايته أثناء مرضه ومساعدته بما يلزم كما أنهم لايزالون يحفظون العديد من ألحانه منها:(دوبك على البير تبرح) التي كتب كلماتها فيصل محمد عباد وغناها حسن محمد كريدي كما غنتها فطوم محمد كريدي وأختها إيمان.

 

انتقاله إلى الضالع:

وفي أواخر السبعينيات انتقل إلى الضالع برفقة زميل دربه عبدالله عبده الظاهري وعملا على تكوين فرقة فنية وشجعا ودربا العديد من المواهب الشابة ومنهم عبدالواحد علي حسين وإخوانه وأولاد الجُبَاري ولول حسين وغيرهم الذين تغنوا بالعديد من ألحانه منها: ثار شعب اليمن و باشرب العذب صافي وغيرها.

توفي الفنان أحمد سالم مهيد في 2/ يوليو/1981م بعد مرض عضال ألم به.

الشكر الجزيل للفنان الأستاذ أحمد فضل ناصر الذي وافانا بكثير من المعلومات مكنتنا من كتابة هذا المنشور عن الفنانين أحمد سالم مهيد والفنان سالم عبدالله المولد...