ـ كتب : محمد سلطان اليوسفي 
 
يحتفل وطننا الكبير بذكرى الاستقلال الثلاثين من نوفمبر 1967م رغم جراحه التي لم تندمل بعد ، يحتفل الوطن ـ كل الوطن ـ في شماله وجنوبه بهذه المناسبة الغالية والكبيرة في قلب كل يمني حرٍ أبي  . 
فبعد سنين طويلة من التعسف والاضطهاد الذي مارسته قوى الاستعمار البريطاني في جنوب اليمن ، ذاق خلالها الشعب مرارة المعاناة ، وقساوة الاضطهاد والتسلط ، لم يستكن أحرار هذا الوطن أمام ذلك الجبروت وسياسته التعسفية ، ودوت الكلمة قبل الرصاصة : 
" برَّعْ يا استعمارْ
من أرض الأحرارْ
برَّعْ وإلا الليل 
 يكويك التيارْ 
تيار الحرية .. تيار القومية 
برع برع برع
 برع يا استعمار
 من أرض الأحرار  " 
 
أشعلتْ الكلمةُ شرارةَ الثورة ، ومهدتْ الأغنية لهذا الحدث العظيم الاستقلال المجيد الثلاثين من نوفمبر، ورافقت الأناشيد الثورية والوطنية الأحرار وهم في ميادين الكفاح والنضال ، يذودون عن حياض الوطن بأرواحهم الطاهرة ، ودمائهم الزكية ، وعزائمهم التي لا تلين أمام عنفوان المستعمر وطائراته المحلقة ، ودبابته المدججة .. 
في صبيحة الثلاثين من نوفمبر المجيد سنة 1967م كان شعبنا على موعد مع النصر لعناق الحرية والخلاص من المستعمر إلى غير رجعة ، ورددتْ الجبال والوديان أغنيات الخلاص ، وعزفت سمفونيات التحرر ، وأذيعتْ أغاني الثورة والاستقلال ، ومن أبرز تلك الأناشيد الوطنية ، أنشودة ( أيا ثورة الشعب ) التي أذيعتْ صبيحة الثلاثين من نوفمبر 1967م بصوت الفنانة الراحلة رجاء باسودان ، بلحن حماسي شجي يبعث روح الحماس في النفوس التواقة إلى الحرية ، ومما جاء في مطلع هذه الأنشودة الوطنية الخالدة  :  
أيا ثورة الشعب دومي منارا
فإنا بهدي ضياك اهتدينا
لجأنا إلى شامخات الجبال
ومن شامخات الجبال افتدينا 
عمدنا إلى رأس أوراسنا
وردفان أوراسنا أجمعين
حملنا إليه سلاح الكفاح
نصوبه نحو مستعمرين
قضية شعبي رفعنا مداها
إلى مستوى ثورة الثائرين
وتوالت قصائد الشعراء وكلماتهم المعبرة عن فرحة الانتصار والخلاص ، مباركة الحدث العظيم ، ومشيدة بكفاح شعب ثار في وجه المستعمر البغيض ، وسطر أروع ملاحم النضال ، واقترنتْ الكلمة باللحن الثوري ، وبالأداء المعبر ، الحامل لروح القضية ، والمستشعر للهم الوطني الكبير ، وذلك ما يتجسد في كل أغاني الثورة المباركة وأغاني الاستقلال المجيد ، فهذا صوت الإذاعي والفنان المخضرم محمد سعيد منصر يصدح لنوفمبر الميمون مرددا :  
 " نوفمبر الميمون يا شهر انتصار الثورةِ
ففي الثلاثين استعدتُ عزتي وكرامتي
فليسطر التاريخ استقلالنا بالقوةِ
بدماء إخواني التي قدمتها أمتي 
للمجد والوطن المفدى
 ما دفعنا من ضريبةْ
حتى يعود كل شبر
 من أراضينا السليبةْ
فلتهنئي يا أرضي يا بلدي الحبيبةْ  
فهو انتصار للحياة وانتصار للعروبةْ
ويصدح المطرب القدير فيصل علوي  1949 ــ2010، بصوت حامل لروح القضية ، ومترع بنشوة الانتصار بالأنشودة الوطنية ( نوفمبر اليوم جانا) من  كلمات الشاعر أحمد صالح عيسى (1929 ــ 1994):
نوفمبــر اليــــوم جـانا 
 عــوّد لنا من جــــديدْ
 فيه استعـــدنا الكرامة 
 وأصبــــح الكـل سيدْ
 أسياد في الأرض نحيا 
 نحيـــا على ما نــريدْ
 حياة نصنـــــــــع جديدة 
 في مجتمعنا الجــديدْ
 والكـــل مـــالك لأرضه 
 من خيـــرها يستفيدْ
وفي قصيدة ( سأنتقم ) للشاعر الرومنسي لطفي جعفر أمان والتي لحنها وغناها الفنان الكبير محمد مرشد ناجي الكثير من الشموخ والعنفوان ، ورسالة موجهة إلى جالد الأنبياء في السجون المستعمر البريطاني : 
" أخي كبلوني
وغلَ لساني
 واتهموني
بأني تعاليتُ في عفتي
ووزعتُ روحي على تربتي
ستخنقُ أنفاسهم قبضتي
لأني أقدسُ حريتي
لذا كبلوني
وغل لساني .. واتهموني 
ومن أهم شعراء الوطن الأحرار الشاعر والفنان عبدالله هادي سبيت ، الذي كتب ولحن العديد من الأناشيد الوطنية التي تدعو إلى دحر المستعمر ، ومن أبرز ما كتب أغنية ( يا شاكي السلاح )،و التي تغنى بها الفنان فضل محمد اللحجي ، وكذلك الفنان أحمد يوسف الزبيدي : 
"يا شاكي السلاحْ
ضوء الفجر لاحْ
حط يدك على المدفع
زمان الذل راحْ "
عدد كبير من القصائد والأغنيات والأناشيد الوطنية التي ارتبطت بعيد الاستقلال المجيد ، وبالثورة اليمنية 14 أكتوبر ، وكلها أعمال جسدتْ الدور الوطني للأحرار والمناضلين ، ورسمتْ آمال وطموحات شعب أبي تمكن بعزيمته وإصراره من الخلاص من قوى الاستعمار.  
 
 
 
 

حول الموقع

البيت اليمني للموسيقى والفنون منظمة مجتمع مدني تُعنى بالموسيقى والفنون.