الرئيسية

 

ـ كتب : محمود الحاج

 

سيتفاجأ الكثيرون ممن يعرفون لأول مرة بأن شاعرنا الرائع لطفي أمان صاحب الأغاني الوطنية التي صدح بها الفنان الكبير محمد مرشدناجي مثل(أخي كبلوني

وغل لساني واتهموني

بأني تعاليت في صيحتي 

و وزعت روحي على تربتي)، وذلك في مجابهة الاحتلال البريطاني قد تم اختطافه من عدن إلى معتقل زنجبار في أبين من قبل قبائل الجبهة القومية قبل أسبوع من ميلاد استقلال عدن والجنوب في 30 نوفمبر 67م إذ كانت ردة فعل الحرب الأهلية بين القومية والتحرير في عدن التي حسمت قبل أسابيع من الاستقلال لصالح الجبهة القومية بعد انحياز الجيش والأمن لها انعكست سلبا على معظم أبناء عدن للشك في ولائهم وأنهم يتعاطفون مع جبهة التحرير.. وتم الافراج عن الشاعر لطفي ومعه الفنان أحمد قاسم فيما بعد

وقدم الاثنان بعد عامين ملحمة (يا مزهري الحزين ) العمل الوطني المتميز كما قدما أنشودة( بلادي حرة):

على أرضنا.. بعد طول الكفاح

تجلى الصباح لأول مرة

بلادي حره...

كان لطفي رحمه الله قد تحدث عني في مقابلة مع صحيفة الأيام مشجعا و أنا حينها في أولى محاولاتي مع الشعر وأبدى اعجابه متوقعا نجاح خطواتي على درب الأدب والشعر . ولم يكن قد عرفني شخصيا

فكانت شهادة فاخرت بها أمام زملائي الطلاب وحافزا للمضي في الطريق الطويل .. ولم يمر وقت طويل حتى زرته في بيته "بكريتر " بمعية الشاعر القرشي عبدالرحيم فسعدت بتواضعه الجم ووطيبة روحه ومعشره...والمرة الثانية التي رايته فيها عندما فاجأني بزيارته لي في صحيفة 14 أكتوبر بكريتر ليشكرني ويغمرني بكلمات ثنائه ومحبته لي . واصطحبني في سيارته للتحدث أكثر وصولا إلى المستشفى الجمهوري والعودة.. كان سعيدا بلقائي وكنت أكثر سعادة بجلوس التلميذ بجانب أستاذه.. الله كم كنت سعيدا في تلكم اللحظات وكنت كتبت مقالا في الصحيفة بعنوان (قلوبنا مع لطفي في مرضه)عندما كان نزيل مستشفى القوات المسلحة في مصر في المرة الأولى قبل أن يعود إليه بعد أسابيع إثر اشتداد أزمته القلبية ويتوفى فيه..

كانت الكلمة الطيبة تؤثر فيه بل تأسر مشاعره وتفجر ينبوع الطيبة والمحبة في أعماقه، وهذاما الفيته فيه رحمة الله عليه . مات شابا في الثالثة والأربعين بعد أن ملأ الدنيا إبداعا وأسعد الناس بأشعاره الغنائية الراقية المتميزة..

خلال السنوات الثلاث الماضية كنت أتذكر الأستاذ لطفي كلما مررت من أمام مستشفى القوات المسلحة في المعادي بمصر وأنا في طريقي إلى مسكني فيها.. ..

تحية إلى روحه العبقة ورحمة الله تغشاه..